تقرير جديد عن نسبة وفيات الأمهات في العالم
ا لعام 2008: 46 حالة وفاة في سورية و 270 امرأة توفين لأسباب متعلقة بالحمل
اعتمدت قمة الألفية في العام 2000 هدفين أساسيين لتقييم التقدم المحرز في تحسين مستوى صحة الأمهات عالمياً هما تخفيض معدل الوفيات من الأمهات بنسبة 75% بين عامي 1990 و 2015، وتحقيق حصولهن جميعا على الرعاية الصحية عند الإنجاب بعام 2015. ومع تبقي خمس سنوات لتحقيق هذان الهدفان، فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً يجمع البيانات التي حصلت عليها هي واليونيسيف و صندوق الأمم المتحدة للسكان والبنك الدولي، لتحليل اتجاهات وفيات الأمهات خلال الفترة بين عامي 1990 وحتى 2008.
لقد جمعت البيانات لهذه الدراسة من عدة مصادر، فلم تقم كل الدول والأقاليم بتسجيل المسببات المؤدية للموت بشكل روتيني، أما الدول التي قامت بتسجيل المعلومات، فإن الطرق المتبعة لتسجيل عدد الوفيات والأسباب المؤدية للوفاة تختلف إلى حد بعيد. ومن الصعب جمع بيانات موثوقة عن وفيات الأمهات في الدول النامية حيث نسبة الوفيات تكون فيها الأعلى، ولكن غالباً ما يكون الحصول على شهادة طبية تبين أسباب الوفاة أمرا صعباً. فقد لا يتم تسجيل وفاة امرأة بسن الإنجاب، أو يتم تسجيل وفاتها بدون ذكر حالة حملها، أو تعزى الوفاة لأسباب غير دقيقة. 15% فقط من الولادات التي حدثت في العام 2008 كانت في دول يفترض أن دوائر سجلاتها المدنية كانت مستعدة لتسجيل واقعات الوفاة بشكل دقيق. كذلك فأن منظمة الصحة العالمية جمعت البيانات من المسح الأسري وإحصاءات السكان، ومصادر غيرها.
وكان لكل الطرق المتبعة لجمع البيانات قيود تمنعها من تسجيل معدلات وفيات الأمهات بدقة. حتى في الدول النامية حيث تسجيل الوفيات أمر روتيني، غالباً لا يتم تسجيل وفيات الأمهات بسبب سوء التصنيف. وقد أظهرت بعض الدراسات أن الرقم الحقيقي لعدد الوفيات يمكن أن يصل إلى ضعف الرقم المسجل في نظام التسجيل المدني. تعاريف:
وفيات الأمهات" تختلف أيضاً بشكل واسع، وقد تضم أو لا تضم الوفيات أثناء الحمل نتيجة أسباب عرضية، أو الوفيات نتيجة لمضاعفات الحمل المرتبط بفيروس نقص المناعة، أو الوفاة التي سببها الحمل أو مضاعفات الولادة التي تظهر بعد ستة أسابيع من فترة الولادة.
قامت منظمة الصحة العالمية باستخدام التعاريف التالية:
"وفاة امرأة أثناء الحمل أو خلال 42 يوم من الولادة، بصرف النظر عن مدة الحمل، أو لأية أسباب مرتبطة بالحمل أو مضاعفاته ولكن ليس لأسباب عرضية أخرى كالحوادث المرورية مثلاً" هذا التقييم شمل 172 دولة، لكنه لا يضم الدول التي تعداد سكانها أقل من 250000 نسمة.
في عام 2008 قدر عدد وفيات الأمهات ب 385000 امرأة في أنحاء العالم، 99% منها حدثت في الدول النامية.
أفغانستان، تشاد، الصومال وغينيا بيساو كانت فيها أعلى نسب وفيات الأمهات، أي أن أفريقيا جنوب الصحراء، تبوأت رأس الهرم في وفيات الأمهات تبعتها جنوب أسيا، أوقيانوسيا، جنوب شرق أسيا، شمال إفريقيا، أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، غرب أسيا، وشرق آسيا.
وكشفت البيانات تفاوت كبير بنسبة وفيات الأمهات عبر الدول وأقاليم العالم. ففي 2008 لم تسجل 27 دولة سوى خمسة حالات وفاة لأمهات أو أقل، في حين سجلت الهند 63000 حالة وفاة ونيجيريا 50000 حالة. وإذا كانت اليونان تسجل وفاة امرأة واحدة من بين 31800 امرأة، فإن أفغانستان سجلت نسبة وفاة امرأة من بين 11!!. تناقضات مماثلة موجودة في أقاليم عالمية أوسع. ففي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى الخطر على الحياة نسبته واحد إلى 31 ، بينما النسبة لجميع الدول النامية هو واحد إلى 4300 .
هذه التناقضات في إحصاءات الخطر على حياة النساء ناتج عن الفوارق بمستوى الخطر على الحياة مرتبطاً بالحمل المنفرد(أي بدون زواج) المنتشر في الأقطار فضلاً عن الفوارق في عدد حالات الحمل النموذجي من قبل النساء عبر تلك الشعوب.
بشكل عام، إن إجمالي عدد وفيات الأمهات عالمياً أظهر انخفاضاً بنسبة 34% منذ عام 1990. ومن بين 87 دولة سجلت أكثر من 100 حالة وفاة لكل 100000 ولادة حية، كان هناك عشر دول فقط يمكن تصنيفها "ضمن المسار الصحيح" لتحقيق هدف تخفيض نسبة الوفيات بنسبة 75% من عام 1990 إلى العام 2015. والـ47 دولة الباقية يعتبروا أنهم "يحرزون تقدماً" ، بينما أن 22 دولة "أحرزت تقدماً غير كافي". الدول الثماني المتبقية معدل نسبة وفيات الأمهات فيها قد تزايد. إذاً معظم الدول التي لا تزال فيها نسبة الوفيات تزداد هي دول جنوب إفريقيا، حيث يعاز سبب وفيات الأمهات لفيروس نقص المناعة.
سورية:
تعد سوريا من الدول الـ87 التي شهدت أكثر من 100 حالة وفاة للأمهات لكل 100000 حالة ولادة لعام 1990، وهي الآن مصنفة على أنها "تحرز تقدماً". والدول التي حققت تخفيض نسبة الوفيات عددها 22 من أصل 172 دولة بنسبة وصلت على أكثر من 60% منذ عام 1990، وسوريا من ضمن هذه الدول بنسبة تخفيض 60%. ومع هذا سوريا لا تعتبر على "المسار الصحيح" إلى تحقيق الهدف المنشود بمؤتمر قمة الألفية. فالهدف المرسوم لعام 2015 يتطلب تخفيض المعدل السنوي لوفيات الأمهات بنسبة 5,5% وسوريا شهدت تخفيض هذا المعدل بنسبة 5,2%. وحسب التقرير، سوريا شهدت 120 حالة وفات للأمهات لكل 100000 حالة ولادة لعام 1990، إذاً 77 حالة في عام 1995، 58 حالة في عام 2000، 50 حالة في عام 2005، 46 حالة في عام 2008. كما أن 270 امرأة توفين لأسباب متعلقة بالحمل، والخطر على حياة النساء السوريات حالياً يقدر بواحد لـ 610.
ويلاحظ من التقرير أن عدداً من العوامل قد ساهمت بتخفيض نسبة الوفيات عالمياً بين عامي 1990 و2008، منها تحسين نظام الصحة لزيادة الوعي لدى الفتيات. ومن التقرير يلاحظ أن خلال هذه الفترة، وإن نسبة الولادات التي أجراها موظفو الصحة ارتفعت إلى 10%، ونسبة النساء اللواتي زرن موظفو الصحة على الأقل مرة واحدة خلال الحمل زدن من 64% إلى 80%، ونسبة النساء خلال فترة الولادة اللواتي كن يستعملن موانع حمل أيضاً زادت بنسبة من 25% إلى 62%.
وعلى الرغم من هذه التحسينات، فإن التقدم العالمي بتحسين صحة الأمهات كان بطيئاً، والمجتمع الدولي أصبح أكثر اهتماما بهذه المسألة. الدراسة المطروحة من قبل منظمة الصحة العالمية أظهرت أننا مازلنا متأخرين عن نسبة تخفيض وفيات الأمهات بمعدل الثلث. وختم التقرير دون تقديم أي رأي حول ما إذا كانت أهداف المؤتمر لا تزال قابلة للتحقيق. وعوضاً عن ذلك لخصت الخطوط العريضة للمجالات الواسعة التي تتطلب اهتماماً من أجل الحد من وفيات الأمهات بشكل عام: وضع الخطط الصحية التي تقودها البلدان التي تعمل على تحسين خدمات الصحة الإنجابية، إنشاء مشاريع صحية شاملة تتضمن كافة خدمات الرعاية الصحية الأساسية في مجال الصحة الإنجابية كالتدخلات والخدمات، دعم الحكومات لتعزيز نظم الرعاية الصحية وتوفير خدمات عالية الجودة للمجتمعات الغير مخدمة، وضع خطط لمعالجة النقص الحاد في عمال الصحة، ووضع جدول أعمال للبحوث المبتكرة لصحة المرأة والطفل. وبملخص التقرير يجب معالجة هذه الأهداف من أجل صحة الأم عالمياً لتحسين وتخفيض معدلات وفيات الأمهات.